هدى القرماني
الطاهر المناعي ذو الـ 26 سنة شاب تونسي متحد وطموح أراد بلوغ أعلى قمة في العالم ،قمة ايفرست البالغ ارتفاعها 8848 م، وتشريف تونس بتركيز الراية التونسية في أعلى نقطة هناك فاجأه زلزال نيبال المدمّر ليحرمه من تحقيق هدفه ويتمكن من النجاة رفقة مجموعة من رفاقه فيما لقي 10 متسلقين دوليين آخرين حتفهم ودمرت مخيماتهم نتيجة الانزلاقات الثلجية التي شهدها جبل “ايفرست” جراء هذا الزلزال.
زلزال عنيف ضرب النيبال السبت الفارط بقوة بلغت 7.8 درجات عقبته اهتزازات أرضية ارتدادية يومي الأحد والاثنين وراح ضحيته إلى حد اليوم أكثر من 4000 قتيل وقرابة الـ 8000 جريح إضافة إلى خسائر مادية ضخمة ودمار هائل لجزء كبير من هذا البلد.
الطاهر المناعي رجل الإطفاء أصيل مدينة الوردانين التي غادرها رفقة عائلته وهو في الرابعة من عمره ليستقر بفرنسا هو الآن بصدد النزول رفقة مجموعة من رفاقه الأجانب من جبل “ايفرست” نحو اقرب قرية للجبل بعد ان أجبرته الحادثة على ذلك وبقي وفريقه معزولين على ارتفاع 5400 متر يصارعون إمكانية العودة إلى موقع انطلاق التظاهرة خاصة أمام استحالة وصول وسائل النجدة إلى مكان الزلزال مع تعكّر الظروف المناخية وظهور بعض الارتدادات للهزات الأرضية في اليومين الأولين للزلزال وفق ما أعلنه والده السيد أحمد المناعي مضيفا ان عملية النزول خطرة ودقيقة أمام الانزلاقات الثلجية التي قد تفاجئهم.
ويضيف المناعي أنّ ابنه الطاهر ليس بالمغامر كما قرأ ذلك في عديد الأخبار والتعاليق مؤكدا أنّه مهني دأب على تسلق القمم منذ فترة طويلة آخرها كان في ديسمبر الفارط والتي تمكن فيها من تسلق أعلى قمة في القارة الأمريكية قمة أكونكاغوا في الأرجنتين والتي يبلغ ارتفاعها 6962 م كما أنه سبق أن بلغ مرتين قمة جبل مون بلان في فرنسا وهو أعلى جبال الآلب بارتفاع يصل إلى 4807م وكان بإمكانه وفق قوله لولا حادثة الزلزال أن يحقق غايته في الوصول إلى قمة “ايفرست” ّأعلى قمة على سطح الأرض في ظروف طيبة.
وتقول السيدة مليكة المناعي والدة الطاهر أنهم لا يزالون على اتصال به من حين إلى آخر وأن العائلة والأصدقاء يتبادلون أخباره فيما بينهم لحظة بلحظة.
وتروي السيدة مليكة أنها يوم السبت عند الساعة السابعة صباحا سمعت رنين الهاتف فشعرت بأن هناك خطبا ما لتفاجأ بصديقة ابنها تخبرها وهي مضطربة بأن زلزالا عنيفا ضرب النيبال أدى إلى وقوع الكثير من القتلى وانهيار البنايات وأنها و الطاهر بخير وعلى العائلة أن تتابع الأخبار عبر وسائل الإعلام..لتدخل العائلة بعدها في موجة من الحيرة والقلق.
ويواصل السيد أحمد المناعي حديثه بأنه فخور بما يقوم به ولده الطاهر خاصة أمام الإرادة والعزيمة اللتين أظهرهما وأنه اكتشف فيه كما يقول خطابا يدعو إلى المحبة والتآلف والتآخي وهو ما يحتاجه شبابنا في تونس الذي سيطرت عليه مؤخرا ظاهرة الانتحار والإبحار خلسة أو الذهاب إلى المحرقة السورية كما جاء على لسانه ولهذا لاقى الطاهر تشجيع ودعم العائلة له.
وما يخشاه السيد أحمد المناعي اليوم أن يشعر ولده بخيبة أمل ويتأثر أمام صمت السلطات التونسية وعدم مساندتها له في هذه المحنة والحال أنه تحدى الصعاب والمتاعب وصعوبة الحصول على التمويلات اللازمة لرحلته هذه من أجل إعلاء الراية التونسية وإعطاء صورة مشرقة عن التونسيين مفضلا الذهاب إلى النيبال بجواز سفر تونسي على جواز سفره الفرنسي.